كيفية التعبير عن أفكارك دون الظهور بمظهر المستبد
إقناع الآخرين بوجهة نظرنا وإقناعهم بإتخاذها كوجهة نظر
خاصة بهم، أمر معقد أكثر ممايبدو. ويمكن أن يكون أكثر تعقيدا إذا وجب عليك
القيام بذلك في إطار العمل، خاصة إذا كنت في منصب قيادي. وقد يكون الإغراء
لإصدار الأوامر عظيما...
لتحقيق النصر، تتم التضحية بالمجد
قد يبدو مركز السلطة للوهلة الأولى شيئا مرغوبا للغاية. لكن بعد قليل من
التأمل لا يوجد حقيقة أي شئ مرضي بشأنه. لأنه رغم أن الأفكار التي يتم
التعبير عنها من مركز سلطة وعادة لا يوجد عليها اعتراض، ومن ثم تنطبق دون
معارضة، ليس هناك ما يؤكد أن هذه الأفكار مقبولة بحق أو أنها لن تتعرض
للإنتقاد سراً. علاوة على ذلك، فهي لن تحصل على الدعم الذي تستفيد منه على
الأقل إذا حدث التواصل الفعلي بدرجة ما.
بعبارة أخرى، التسلط ليس أفضل الوسائل للحصول على القبول الفعلي لآرائك أو
لكي يؤيدك فيها الآخرين. ورغم ذلك، ذلك ليس معناه أنه يلزم أن تهبط إلى
مستوى مرؤوسيك لكي تصبح مقنعاً بحق. والمفتاح للنجاح هو أن تكون في مكان
وسط بين الوضعين، ويتطلب ذلك رغبة واضحة في التواصل، وكذلك حسن النية وبذل
الجهود.
الحوار وضبط النفس والمعرفة
في حقيقة الأمر وهذا عندما تظهر مهارة الكياسة، لا يعتمد كونك مقنعا على
وضع نظريتك والحجج التي تدعمها فقط، ولكن أيضا يعتمد على قدرتك على
الإنصات إلى الأشخاص الذين تخاطبهم، إلى أسئلتهم وإعتراضاتهم ومقترحاتهم.
ويمكن النجاح في هذا التحدي بسهولة أكبر اذا أدركت بشكل تام الموضوع موضع
النقاضي ومن ثم تستطيع الرد بشكل أفضل على معظم الأسئلة غير المتوقعة
وتبني وتطوير المقترحات الهامة وتفادي (أو ضم) الإنتقادات البناءة.
علاوة على ذلك، وفقا لمقولة الفيلسوف باسكال من القرن السابع عشر: "أيا
كان ما نستطيع أن نقنع به شخصا ما، لابد أن نظهر الإحترام للشخص الآخر".
وبعبارة أخرى يلزم لذلك معرفة هؤلاء الأشخاص جيدا اذا كنا نريد إقناعهم
برأينا. وللقيام بذلك، يجب نراعي سلفا حياتهم وإهتماماتهم ومبادئهم. ولن
يبهرهم فقط الإهتمام بهم وإنما أيضا سوف يصبحون أكثر تفتحاً في الحوار.
وهذه الفكرة سوف تساعد المتحدث ايضا على تحسين خطابه/ها وتكييفه وفقا
لتوقعات وردود أفعال المستمعين وذلك من خلال التشديد على الموضوعات
والمسائل المرتبطة بطريقة تفكيرهم.
وهذا معناه، وكما تتضح أهميته، أن التواصل وحده ليس كافيا. وإنما يلزم
أيضا إظهار دبلوماسيتك وثقتك بنفسك وقبل كل ذلك المحافظة على ثقتك وفصاحتك
مهما حدث. لذا، تحدث بصوت مرتفع وواضح، أوجز في الحديث، وتوخى الحذر عند
إختيارك للكلمات والعبارات لكي يدرك الجميع مقصدك.
بقلم إيميلي بوزانو